المقدمة :
المجال الكهرومغناطيسي يعتبر من أحد العوامل الفيزيائية في الوسط البيئي المحيط بنا والذي له تأثير غير مرغوب فيه على الإنسان والكائنات الحية وله شكل مادي خاص متمثل في الجمع ما بين الخواص الكهربية والمغناطيسية لمصادر الإشعاع وأهم عوامله هي تردد وطول وسرعة انتشار الموجات الكهرومغناطيسية.
مصادر الإشعاعات الكهرومغناطيسية تنقسم إلى نوعين الأول طبيعي ويتضمن الأشعة الكونية الكهرباء الجوية وكل ما لم تصله يد الإنسان أو لم يتدخل الإنسان في إيجاده والنوع الثاني صناعي ويتضمن محطات التردد العالي والمعدات الكهربية الصناعية والمحطات البحثية والدراسية وخطوط نقل الطاقة الكهربائية وإلخ... مما ينتجه الإنسان في هذا المجال وينقسم المجال الكهرومغناطيسي إلى ثلاث مناطق هي :
1- منطقة المحاثة.
2- منطقة التداخل
3- منطقة الإشعاع.
والإشعاع الكهرومغناطيسي لا يمكن إحساسه بأعضاء الحس المعروفة ولكن تأثيره يتم عبر امتصاص الأنسجة للأشعة والذي ينتج عنه تكون موجات ساكنة في الجسم تتركز فيها الطاقة الحرارية مما يؤدي إلى ارتفاع في درجة حرارة الجسم وتسخين موضعي للأنسجة والخلايا ويكون هذا التسخين خطراً جداً على الأنسجة الغير محمية من الأشعة بشكل جيد مثل الدماغ والعينين والأمعاء ...الخ.
والمجال الكهرومغناطيسي يغير من سلوك الخلايا حيث يضعف نشاط الجزئيات ويؤدي إلى تظليم كريستال العين والأمراض الجلدية ، كما أنه يؤدي إلى التغير المزمن لوظائف الأعصاب والأوعية الدموية والتي من أعراضها الشعور بالإرهاق المستمر والأرق وارتفاع في ضغط الدم وبعض حالات الهستيريا والجنون والحماية الكاملة من هذه الإشعاعات وتأثيرها قد لا تتوفر ولكن توجد هناك بعض الأساليب التي تخفف من حدة تأثير هذه الإشعاعات.
1-مصادر الإشعاعات الكهرومغناطيسية :
المجال الكهرومغناطيسي يحيط بنا من كل الجهات حيث أن الحياة على وجه الأرض وجدت وتطورت لسنوات طويلة في وسط من المجالات الكهرومغناطيسية الضعيفة نسبياً والصادرة عن المصادر الطبيعية المتمثلة في المجال الكهربائي والمجال المغناطيسي للكرة الأرضية ومصادر الإشعاعات الكونية مثل (الشمس والنجوم) والتفاعلات الحادثة في طبقات الغلاف الجوي مثل البرق والرعد والمجال الكهربي للكرة الأرضية يحدث زيادة في الشحنات السالبة على السطح شدته عادة تتراوح ما بين 100 – 500 فولت / متر والرعد يمكنه أن يرفع شدة المجال الكهربي إلى عشرات أضعاف المجال الأرضي وحتى الإنسان يمثل مصدر ضئيل الكثافة للمجال الكهرومغناطيسي وفي السنوات الأخيرة منذ 50 – 60 عام مضى ظهرت المجالات الكهرومغناطيسية الغير طبيعية (صناعية) والتي تنتجها مجموعتين من المصادر الصناعية :-
• المجموعة الأولى : المصادر ذات التردد المنخفض 0 – 3 كيلو هرتز والتي تتضمن :
1- أنظمة إنتاج وتوزيع الطاقة الكهربائية مثل خطوط نقل الطاقة الكهربائية ومحطات المحولات الكهربائية ومختلف أنواع أنظمة التوصيل الكهربي.
2- الأجهزة الكهربائية المنزلية والمكتبية بما في ذلك شاشات الكمبيوتر.
3- وسائل النقل العاملة على الطاقة الكهربائية.
• المجموعة الثانية : المصادر ذات التردد العالي من 3 كليو هرتز – 300 جيجا هرتز والتي تتضمن :
1- أجهزة الإرسال.
2- أجهزة الاتصال الخلوية والاتصالات عبر الأقمار الصناعية ... الخ.
3- الأجهزة التي تستخدم الموجات العالية التردد جداً.
4- الأجهزة المحتوية على الصمامات المفرغة مثل شاشات التلفاز وغيره.
ومن أهم مصادر الإشعاعات الكهرومغناطيسية التي نصادفها في حياتنا اليومية :
1- خطوط النقل الكهربي : الخطوط الكهربية العاملة تحدث مجالاً كهرومغناطيسياً على بعد عشرات الأمتار بتردد 50 هرتز ويمكن أن تتغير شدة المجال بتغير الحمل.
2- الاتصالات عبر الأقمار الصناعية : نظام الاتصالات عبر الأقمار الصناعية يتكون من المحطات المرسلة من على سطح الأرض ومن الأقمار الصناعية الواقعة على المدار ، حيث أن محطات الإرسال ترسل إشعاعات ضيقة النطاق وموجهه ، حيث تصل كثافة دفق الطاقة فيه إلى مئات الواتات لكل متر مربع وينتج عن هذا النظام مجال كهرومغناطيسي عال الشدة ولمسافات بعيدة عن هوائي الإرسال فمثلاً : محطة ذات قدرة 225 كيلو وات تعمل على تردد 2.38 جيجا هرتز تحدث على بعد 100 كليو متر دفق من الطاقة كثافته 2.8 وات / متر مربع.
3- الاتصالات الخلوية : أهم مكونات هذا النظام تتمثل في المحطة الرئيسية وجهاز الهاتف الخلوي ، حيث أن المحطة الرئيسية تتدعم الاتصال اللا سلكي مع جهاز التلفون الخلوي ويستخدم هذا النظام تقسيم نطاقات التغطية إلى خلايا وكثافة إشعاع المحطة الرئيسية تحددها بعض العوامل وهي :
أ- الحمل المتمثل في المستفيدين الواقعين في نطاق المحطة الرئيسية للخلية.
ب- الوقت على مدى اليوم وفي أيام الأسبوع ، حيث أنه من الملاحظ في الليل يكون مستوى إشعاع المحطة الرئيسية للخلية ما يقارب الصفر.
ج- موقع المحطة الرئيسية.
وتعتمد كثافة إشعاع جهاز التلفون الخلوي على حالة قناة الاتصال والمسافة بين الجهاز والمحطة الرئيسية فكلما كانت المسافة كبيرة كلما زادت كثافة إشعاع جهاز الهاتف الخلوي.
4- وسائل النقل الكهربية : تمثل هذه الوسائل واحدة من أشد المصادر للإشعاع الكهرومغناطيسي في النطاق الترددي من 0 – 1000 هرتز ويلعب المحرك الكهربي الدور الرئيسي كمصدر للإشعاع في بعضها الكوابل الهوائية للتغذية الكهربية في بعض الآخر ، فمثلاً القطارات تعمل على التيار المتردد والقيمة العظماء لمحاثة المجال المغناطيسي تصل إلى 75 ميكروتسلا وفي مترو الأنفاق حين لحظة إنطلاقه من المحطة محاثة المجال المغناطيسي تصل إلى 100 ميكروتسلا وخلال مروره عبر النفق تصل محاثة المجال المغناطيسي إلى 200 ميكروتسلا حيث أن المستوى المسموح به هو 0.2ميكروتسلا.
5- محطات الرادار : تستخدم هذه المحطات الهوائيات العاكسة حيث تقوم بإشعاع موجات موجهه والحركة الدورية للهوائيات تحدث إشعاع متقطع في الجو وتعمل هذه المحطات على التردد من 500 ميجا هرتز إلى 100جيجا هرتز وعن ذلك تنتج إشعاعات ذات نوعية خاصة يمكنها تكوين منطقة ذات كثافة دفع شديدة للطاقة مقدارها 100 وات / المتر المربع.
6- الأجهزة الكهربية المنزلية : الحالة الكهرومغناطيسية للوحدات المأهولة بالسكان قد تتأثر بالأجهزة التقنية للوحدة المأهولة ومحولات الطاقة الكهربية وخطوط التوصيل ، حيث أن المجال الكهربي في الوحدات المأهولة يصل إلى 10 فولت / متر وعند قياس شدة المجال المغناطيسي للأجهزة الكهربائية المنزلية أظهرت النتائج أنه في التأثير قصير الزمن للمجال المغناطيسي يمكن أن يكون أشد من التأثير طويل الزمن لتواجد ألأشخاص بجانب خطوط نقل الطاقة الكهربائية ، حيث أن محاثة المجال المغناطيسي من الطباخة على مسافة 20 – 30سم تساوي من 1 – 3 ميكروتسلا ومن الثلاجة أعلى من المستوى المسموح به 0.2 ميكروتسلا على مسافة 10 سم من المحرك والثلاجات الحديثة (No Forst) على مسافة متر واحد من باب الثلاجة ومن طباخة الميكرويف على بعد مسافة 30سم تساوي من 3 – 8 ميكروتسلا ومن المكواه تساوى 0.2 ميكروتسلا على بعد 25 سم من الذراع في نظام التسخين ومحاثة الغسالات عند مفتاح التحكم تساوي 10ميكروتسلا وعلى إرتفاع متر 1 ميكروتسلا ومن الجانب على بعد مسافة 50سم تساوي 0.7ميكروتسلا ومحاثة كبيرة متوفرة لدى المكنسة الكهربائية وتساوي 100 ميكروتسلا وأعلى قيمة للمحاثة المغناطيسية تتوفر لدى ماكينة الحلاقة الكهربية حتى تساوي مئات الميكروتسل وبهذا تجري مع الحلاقة في نفس الوقت عملية المعالجة المغناطيسية للوجه.
7- وسائل النقل : في وقتنا الحاضر المجال الكهرومغناطيسي في المدن يتكون نتيجة حركة وسائل النقل بنسبة من 18 – 32% من المجموع الكلي لشدة المجالات الكهرومغناطيسية ، حيث أن الموجات الكهرومغناطيسية الناتجة عن حركة وسائل النقل تحدث تشويش على أجهزة الاستقبال الإذاعي والتلفزيوني وتسبب الضرر لأجهزة جسم الإنسان.
التأثير البيولوجي للإشعاعات الكهرومغناطيسية على الكائنات الحية
مستوى التأثير البيولوجي يعتمد على تردد الذبذبات وشدة وكثافة ونظام توليد وطول فترة تأثير المجال الكهرومغناطيسي وتختلف شدة التأثير باختلاف النطاقات الترددية فكلما قل طول الموجه كلما كانت طاقتها أعظم.
إشعاعات الترددات العالية تؤين الذرات أو الجزئيات في الخلايات وبهذا تعمل على الإخلال بالعمليات الجارية في هذه الخلايا والذبذات الكهرومغناطيسية للموجات الطويلة قادرة على إعطاء طاقة حركية للجزيئات فالتأثير الأولي للإشعاعات الكهرومغناطيسية يتمثل في التسخين الذي يؤدي إلى تغيير أو إحداث أضراراً للأنسجة والأجهزة الأكثر حساسية لهذه الإشعاعات مثل الجهاز العصبي والجهاز المناعي والجهاز الهرموني والجهاز التناسلي .
1- تأثير الإشعاع الكهرومغناطيسي على الجهاز العصبي :
عدد كبير من الدراسات أكدت بأن الجهاز العصبي أحد الأجهزة الأكثر حساسية للإشعاعات الكهرومغناطيسية في جسم الإنسان فعند تأثير مجال ذو كثافة منخفضة يؤدي إلى ظهور حيود محسوس في إرسال النبضات العصبية وضعف في الذاكرة وخلل في تكوين الحاجز الشعيري للدماغ ما يؤدي مع مرور الزمن إلى أمراض الدماغ المزمنة وبحالة خاصة يعتبر الجهاز العصبي للجنين أكثر حساسية للإشعاع الكهرومغناطيسي خاصة في الأوانة الأخيرة من الحمل.
2- تأثير الإشعاع الكهرومغناطيسي على الجهاز المناعي :
حتى الآن توجد الكثير من الحقائق المشيرة إلى التأثير السلبي للإشعاع الكهرومغناطيسي على الجهاز المناعي حيث أنه يقوم بكبت الغدة الصعترية (الثيموس) التي تقوم بإنتاج الخلايا الخاصة بالجهاز المناعي مما يؤدي إلى التغير من طبيعة عملية مقاومة العدوى ، حيث أن الجهاز المناعي يقوم بالهجوم على أعضاء الجسم السليمة ويتفاعل ضدها والإشعاعات عالية الكثافة يمكنها أن تؤذي وتضر الجهاز المناعي للأجنة.
3- تأثير الإشعاعات الكهرومغناطيسي على الجهاز الهرموني :
الدراسات العالمية للجهاز الهرموني أظهرت أن تأثير الإشعاع يحدث تنشيط وتحفيز للغدة النخامية يصاحبه زيادة لهرمون الإدرينالين في الدم وتنشيط لعمليات التجلط الدموي داخل الأوعية الدموية ولوحظ أيضاً تغير للغشاء الدماغي وتركيب المخيخ.
4- تأثير الإشعاعات الكهرومغناطيسية على الجهاز التناسلي :
اختلال الوظيفة الجنسية ترتبط بتغير التحكم بها من ناحية الجهاز العصبي وا لجهاز الهرموني وكذلك الانخفاض المفاجئ في نشاط الخلايا التناسلية وثبت أن الأعضاء التناسلية الأنثوية أشد حساسية من الأعضاء التناسلية الذكرية وحساسية الجنين لهذه الإشعاعات أشد من حساسية الأم لها وثبت أيضاً أن تعرض المرأة الحامل للإشعاع قد يؤدي إلى حالة وضع مبكرة ويخفف من سرعة النمو الطبيعي للجنين وإن الإناث الحوامل عند تعرضهن للإشعاع قد يحدث إسقاط للجنين بنسبة 1.5% وبنسبة 2.5% يلد الجنين مشوهاً.
-5 التأثير العام للإشعاعات الكهرومغناطيسية على صحة الإنسان :
نتائج الدراسات أظهرت إن التعرض لوقت طويل للإشعاع الكهرومغناطيسي في نطاق الترددات العالية جداً يمكن أن يؤدي إلى مرض أطلق عليه اسم مرض الموجة اللاسلكية وهذا المرض يتميز بالتغير الوظيفي للجهاز العصبي حيث أن الناس الواقعين ولوقت طويل في منطقة الإشعاع عبروا بالشكوى من إحساسهم بالضعف وحالة نفور مستمرة وسرعة الإعياء
وضعف الذاكرة واختلال النوم ومن ناحية الجهاز الدوري تظهر ارتفاع ضغط الدم وألم في القلب وعدم استقرارية للنبض ، وهذه الإشعاعات تؤدي إلى ظهور التظليم في كريستال العين والإشعاعات ذات الترددات المتوسطة تؤدي إلى تغير شبكة العين والناس الواقعين في منطقة الإشعاع وبصورة دائمة وبدون انقطاع (الخدمة الطويلة) يظهر لديهم تغير في النخاع العظمي خلال فترة من 1 – 3 سنة وعند البعض يظهر لديهم الإحساس بالتوتر والإنفعال الداخلي وعدم السيطرة الكاملة على تصرفاتهم ، إختلال في الانتباه والتركيز وضعف في الذاكرة وتظهر الشكاوي على عدم القدرة على النوم العميق والمريح والإعياء الشديد وتتوفر بيانات عن ظهور حالات جنون عند بعض الناس الذين تعرضوا لإشعاع ذو شدة تتعدى المستوى المسموح به لمدة خمس سنوات على الأقل.
دراسات أمريكية سويدية أثبتت فعلاً حقيقة ظهور أورام لدى الأطفال عند تعرضهم لإشعاع كهرومغناطيسي تردده 60هرتز لمدة ساعات متواصلة في اليوم ولعدة أيام وهذه المجالات تشع وبصورة طبيعية من شاشات التلفاز والكمبيوتر ، وفي أواخر التسعينات من القرن الماضي تم نشر 14بحث عن إمكانية تطور سرطان الثدي للمتعرضين للإشعاع في مجال الصناعة أو من الأجهزة الكهربية المنزلية وفي وارسو – بولندا أجريت دراسة عن احتمال تطور سرطان الغدد الليمفاوية والليوكيميا بنسبة 6.7 مرة وسرطان الحنجرة بنسبة 4.3 مرة للناس الدائمين التعرض للإشعاعات الكهرومغناطيسية.
أساليب الحماية من الإشعاعات الكهرومغناطيسية
1- اختيار نظام عمل الأجهزة المحدثة للإشعاعات بحيث لا يزيد مستوى الإشعاع منها عن الحد المسموح به.
2- تحديد مكان وزمان تواجد الناس في منطقة تأثير الإشعاع.
3- التعريف بمناطق الإشعاع ووضع مصادر الإشعاع خلف حواجز.
4- إنشاء مباني ذات تصميم خاص بعزل الإشعاعات.
5- وسائل الحماية الشخصية مثل النظارات والملابس الواقيةو.....الخ.
التوصيات :
1- شركات العالم تفاعلت مع الطلب على الأجهزة المنزلية ذات الإشعاع المحدود وغير الضار والمؤثر على صحة الإنسان ففي الولايات المتحدة كثير من الشركات أنتجت وسوقت هذه الأجهزة ابتداءً من المكواه الكهربائية وحتى جهاز الكمبيوتر وننصح باقي الشركات المنتجة لهذه الأجهزة الأخذ بهذه التقنية.
2- كما في معظم بلدان العالم المتحضر نوصي بإنشاء مركز وطني لدراسة الإشعاعات الناتجة عن المجالات الكهرومغناطيسية وابتكار الطرق للحد منها ومعالجة ما قد تسببه من آثار.
المجال الكهرومغناطيسي يعتبر من أحد العوامل الفيزيائية في الوسط البيئي المحيط بنا والذي له تأثير غير مرغوب فيه على الإنسان والكائنات الحية وله شكل مادي خاص متمثل في الجمع ما بين الخواص الكهربية والمغناطيسية لمصادر الإشعاع وأهم عوامله هي تردد وطول وسرعة انتشار الموجات الكهرومغناطيسية.
مصادر الإشعاعات الكهرومغناطيسية تنقسم إلى نوعين الأول طبيعي ويتضمن الأشعة الكونية الكهرباء الجوية وكل ما لم تصله يد الإنسان أو لم يتدخل الإنسان في إيجاده والنوع الثاني صناعي ويتضمن محطات التردد العالي والمعدات الكهربية الصناعية والمحطات البحثية والدراسية وخطوط نقل الطاقة الكهربائية وإلخ... مما ينتجه الإنسان في هذا المجال وينقسم المجال الكهرومغناطيسي إلى ثلاث مناطق هي :
1- منطقة المحاثة.
2- منطقة التداخل
3- منطقة الإشعاع.
والإشعاع الكهرومغناطيسي لا يمكن إحساسه بأعضاء الحس المعروفة ولكن تأثيره يتم عبر امتصاص الأنسجة للأشعة والذي ينتج عنه تكون موجات ساكنة في الجسم تتركز فيها الطاقة الحرارية مما يؤدي إلى ارتفاع في درجة حرارة الجسم وتسخين موضعي للأنسجة والخلايا ويكون هذا التسخين خطراً جداً على الأنسجة الغير محمية من الأشعة بشكل جيد مثل الدماغ والعينين والأمعاء ...الخ.
والمجال الكهرومغناطيسي يغير من سلوك الخلايا حيث يضعف نشاط الجزئيات ويؤدي إلى تظليم كريستال العين والأمراض الجلدية ، كما أنه يؤدي إلى التغير المزمن لوظائف الأعصاب والأوعية الدموية والتي من أعراضها الشعور بالإرهاق المستمر والأرق وارتفاع في ضغط الدم وبعض حالات الهستيريا والجنون والحماية الكاملة من هذه الإشعاعات وتأثيرها قد لا تتوفر ولكن توجد هناك بعض الأساليب التي تخفف من حدة تأثير هذه الإشعاعات.
1-مصادر الإشعاعات الكهرومغناطيسية :
المجال الكهرومغناطيسي يحيط بنا من كل الجهات حيث أن الحياة على وجه الأرض وجدت وتطورت لسنوات طويلة في وسط من المجالات الكهرومغناطيسية الضعيفة نسبياً والصادرة عن المصادر الطبيعية المتمثلة في المجال الكهربائي والمجال المغناطيسي للكرة الأرضية ومصادر الإشعاعات الكونية مثل (الشمس والنجوم) والتفاعلات الحادثة في طبقات الغلاف الجوي مثل البرق والرعد والمجال الكهربي للكرة الأرضية يحدث زيادة في الشحنات السالبة على السطح شدته عادة تتراوح ما بين 100 – 500 فولت / متر والرعد يمكنه أن يرفع شدة المجال الكهربي إلى عشرات أضعاف المجال الأرضي وحتى الإنسان يمثل مصدر ضئيل الكثافة للمجال الكهرومغناطيسي وفي السنوات الأخيرة منذ 50 – 60 عام مضى ظهرت المجالات الكهرومغناطيسية الغير طبيعية (صناعية) والتي تنتجها مجموعتين من المصادر الصناعية :-
• المجموعة الأولى : المصادر ذات التردد المنخفض 0 – 3 كيلو هرتز والتي تتضمن :
1- أنظمة إنتاج وتوزيع الطاقة الكهربائية مثل خطوط نقل الطاقة الكهربائية ومحطات المحولات الكهربائية ومختلف أنواع أنظمة التوصيل الكهربي.
2- الأجهزة الكهربائية المنزلية والمكتبية بما في ذلك شاشات الكمبيوتر.
3- وسائل النقل العاملة على الطاقة الكهربائية.
• المجموعة الثانية : المصادر ذات التردد العالي من 3 كليو هرتز – 300 جيجا هرتز والتي تتضمن :
1- أجهزة الإرسال.
2- أجهزة الاتصال الخلوية والاتصالات عبر الأقمار الصناعية ... الخ.
3- الأجهزة التي تستخدم الموجات العالية التردد جداً.
4- الأجهزة المحتوية على الصمامات المفرغة مثل شاشات التلفاز وغيره.
ومن أهم مصادر الإشعاعات الكهرومغناطيسية التي نصادفها في حياتنا اليومية :
1- خطوط النقل الكهربي : الخطوط الكهربية العاملة تحدث مجالاً كهرومغناطيسياً على بعد عشرات الأمتار بتردد 50 هرتز ويمكن أن تتغير شدة المجال بتغير الحمل.
2- الاتصالات عبر الأقمار الصناعية : نظام الاتصالات عبر الأقمار الصناعية يتكون من المحطات المرسلة من على سطح الأرض ومن الأقمار الصناعية الواقعة على المدار ، حيث أن محطات الإرسال ترسل إشعاعات ضيقة النطاق وموجهه ، حيث تصل كثافة دفق الطاقة فيه إلى مئات الواتات لكل متر مربع وينتج عن هذا النظام مجال كهرومغناطيسي عال الشدة ولمسافات بعيدة عن هوائي الإرسال فمثلاً : محطة ذات قدرة 225 كيلو وات تعمل على تردد 2.38 جيجا هرتز تحدث على بعد 100 كليو متر دفق من الطاقة كثافته 2.8 وات / متر مربع.
3- الاتصالات الخلوية : أهم مكونات هذا النظام تتمثل في المحطة الرئيسية وجهاز الهاتف الخلوي ، حيث أن المحطة الرئيسية تتدعم الاتصال اللا سلكي مع جهاز التلفون الخلوي ويستخدم هذا النظام تقسيم نطاقات التغطية إلى خلايا وكثافة إشعاع المحطة الرئيسية تحددها بعض العوامل وهي :
أ- الحمل المتمثل في المستفيدين الواقعين في نطاق المحطة الرئيسية للخلية.
ب- الوقت على مدى اليوم وفي أيام الأسبوع ، حيث أنه من الملاحظ في الليل يكون مستوى إشعاع المحطة الرئيسية للخلية ما يقارب الصفر.
ج- موقع المحطة الرئيسية.
وتعتمد كثافة إشعاع جهاز التلفون الخلوي على حالة قناة الاتصال والمسافة بين الجهاز والمحطة الرئيسية فكلما كانت المسافة كبيرة كلما زادت كثافة إشعاع جهاز الهاتف الخلوي.
4- وسائل النقل الكهربية : تمثل هذه الوسائل واحدة من أشد المصادر للإشعاع الكهرومغناطيسي في النطاق الترددي من 0 – 1000 هرتز ويلعب المحرك الكهربي الدور الرئيسي كمصدر للإشعاع في بعضها الكوابل الهوائية للتغذية الكهربية في بعض الآخر ، فمثلاً القطارات تعمل على التيار المتردد والقيمة العظماء لمحاثة المجال المغناطيسي تصل إلى 75 ميكروتسلا وفي مترو الأنفاق حين لحظة إنطلاقه من المحطة محاثة المجال المغناطيسي تصل إلى 100 ميكروتسلا وخلال مروره عبر النفق تصل محاثة المجال المغناطيسي إلى 200 ميكروتسلا حيث أن المستوى المسموح به هو 0.2ميكروتسلا.
5- محطات الرادار : تستخدم هذه المحطات الهوائيات العاكسة حيث تقوم بإشعاع موجات موجهه والحركة الدورية للهوائيات تحدث إشعاع متقطع في الجو وتعمل هذه المحطات على التردد من 500 ميجا هرتز إلى 100جيجا هرتز وعن ذلك تنتج إشعاعات ذات نوعية خاصة يمكنها تكوين منطقة ذات كثافة دفع شديدة للطاقة مقدارها 100 وات / المتر المربع.
6- الأجهزة الكهربية المنزلية : الحالة الكهرومغناطيسية للوحدات المأهولة بالسكان قد تتأثر بالأجهزة التقنية للوحدة المأهولة ومحولات الطاقة الكهربية وخطوط التوصيل ، حيث أن المجال الكهربي في الوحدات المأهولة يصل إلى 10 فولت / متر وعند قياس شدة المجال المغناطيسي للأجهزة الكهربائية المنزلية أظهرت النتائج أنه في التأثير قصير الزمن للمجال المغناطيسي يمكن أن يكون أشد من التأثير طويل الزمن لتواجد ألأشخاص بجانب خطوط نقل الطاقة الكهربائية ، حيث أن محاثة المجال المغناطيسي من الطباخة على مسافة 20 – 30سم تساوي من 1 – 3 ميكروتسلا ومن الثلاجة أعلى من المستوى المسموح به 0.2 ميكروتسلا على مسافة 10 سم من المحرك والثلاجات الحديثة (No Forst) على مسافة متر واحد من باب الثلاجة ومن طباخة الميكرويف على بعد مسافة 30سم تساوي من 3 – 8 ميكروتسلا ومن المكواه تساوى 0.2 ميكروتسلا على بعد 25 سم من الذراع في نظام التسخين ومحاثة الغسالات عند مفتاح التحكم تساوي 10ميكروتسلا وعلى إرتفاع متر 1 ميكروتسلا ومن الجانب على بعد مسافة 50سم تساوي 0.7ميكروتسلا ومحاثة كبيرة متوفرة لدى المكنسة الكهربائية وتساوي 100 ميكروتسلا وأعلى قيمة للمحاثة المغناطيسية تتوفر لدى ماكينة الحلاقة الكهربية حتى تساوي مئات الميكروتسل وبهذا تجري مع الحلاقة في نفس الوقت عملية المعالجة المغناطيسية للوجه.
7- وسائل النقل : في وقتنا الحاضر المجال الكهرومغناطيسي في المدن يتكون نتيجة حركة وسائل النقل بنسبة من 18 – 32% من المجموع الكلي لشدة المجالات الكهرومغناطيسية ، حيث أن الموجات الكهرومغناطيسية الناتجة عن حركة وسائل النقل تحدث تشويش على أجهزة الاستقبال الإذاعي والتلفزيوني وتسبب الضرر لأجهزة جسم الإنسان.
التأثير البيولوجي للإشعاعات الكهرومغناطيسية على الكائنات الحية
مستوى التأثير البيولوجي يعتمد على تردد الذبذبات وشدة وكثافة ونظام توليد وطول فترة تأثير المجال الكهرومغناطيسي وتختلف شدة التأثير باختلاف النطاقات الترددية فكلما قل طول الموجه كلما كانت طاقتها أعظم.
إشعاعات الترددات العالية تؤين الذرات أو الجزئيات في الخلايات وبهذا تعمل على الإخلال بالعمليات الجارية في هذه الخلايا والذبذات الكهرومغناطيسية للموجات الطويلة قادرة على إعطاء طاقة حركية للجزيئات فالتأثير الأولي للإشعاعات الكهرومغناطيسية يتمثل في التسخين الذي يؤدي إلى تغيير أو إحداث أضراراً للأنسجة والأجهزة الأكثر حساسية لهذه الإشعاعات مثل الجهاز العصبي والجهاز المناعي والجهاز الهرموني والجهاز التناسلي .
1- تأثير الإشعاع الكهرومغناطيسي على الجهاز العصبي :
عدد كبير من الدراسات أكدت بأن الجهاز العصبي أحد الأجهزة الأكثر حساسية للإشعاعات الكهرومغناطيسية في جسم الإنسان فعند تأثير مجال ذو كثافة منخفضة يؤدي إلى ظهور حيود محسوس في إرسال النبضات العصبية وضعف في الذاكرة وخلل في تكوين الحاجز الشعيري للدماغ ما يؤدي مع مرور الزمن إلى أمراض الدماغ المزمنة وبحالة خاصة يعتبر الجهاز العصبي للجنين أكثر حساسية للإشعاع الكهرومغناطيسي خاصة في الأوانة الأخيرة من الحمل.
2- تأثير الإشعاع الكهرومغناطيسي على الجهاز المناعي :
حتى الآن توجد الكثير من الحقائق المشيرة إلى التأثير السلبي للإشعاع الكهرومغناطيسي على الجهاز المناعي حيث أنه يقوم بكبت الغدة الصعترية (الثيموس) التي تقوم بإنتاج الخلايا الخاصة بالجهاز المناعي مما يؤدي إلى التغير من طبيعة عملية مقاومة العدوى ، حيث أن الجهاز المناعي يقوم بالهجوم على أعضاء الجسم السليمة ويتفاعل ضدها والإشعاعات عالية الكثافة يمكنها أن تؤذي وتضر الجهاز المناعي للأجنة.
3- تأثير الإشعاعات الكهرومغناطيسي على الجهاز الهرموني :
الدراسات العالمية للجهاز الهرموني أظهرت أن تأثير الإشعاع يحدث تنشيط وتحفيز للغدة النخامية يصاحبه زيادة لهرمون الإدرينالين في الدم وتنشيط لعمليات التجلط الدموي داخل الأوعية الدموية ولوحظ أيضاً تغير للغشاء الدماغي وتركيب المخيخ.
4- تأثير الإشعاعات الكهرومغناطيسية على الجهاز التناسلي :
اختلال الوظيفة الجنسية ترتبط بتغير التحكم بها من ناحية الجهاز العصبي وا لجهاز الهرموني وكذلك الانخفاض المفاجئ في نشاط الخلايا التناسلية وثبت أن الأعضاء التناسلية الأنثوية أشد حساسية من الأعضاء التناسلية الذكرية وحساسية الجنين لهذه الإشعاعات أشد من حساسية الأم لها وثبت أيضاً أن تعرض المرأة الحامل للإشعاع قد يؤدي إلى حالة وضع مبكرة ويخفف من سرعة النمو الطبيعي للجنين وإن الإناث الحوامل عند تعرضهن للإشعاع قد يحدث إسقاط للجنين بنسبة 1.5% وبنسبة 2.5% يلد الجنين مشوهاً.
-5 التأثير العام للإشعاعات الكهرومغناطيسية على صحة الإنسان :
نتائج الدراسات أظهرت إن التعرض لوقت طويل للإشعاع الكهرومغناطيسي في نطاق الترددات العالية جداً يمكن أن يؤدي إلى مرض أطلق عليه اسم مرض الموجة اللاسلكية وهذا المرض يتميز بالتغير الوظيفي للجهاز العصبي حيث أن الناس الواقعين ولوقت طويل في منطقة الإشعاع عبروا بالشكوى من إحساسهم بالضعف وحالة نفور مستمرة وسرعة الإعياء
وضعف الذاكرة واختلال النوم ومن ناحية الجهاز الدوري تظهر ارتفاع ضغط الدم وألم في القلب وعدم استقرارية للنبض ، وهذه الإشعاعات تؤدي إلى ظهور التظليم في كريستال العين والإشعاعات ذات الترددات المتوسطة تؤدي إلى تغير شبكة العين والناس الواقعين في منطقة الإشعاع وبصورة دائمة وبدون انقطاع (الخدمة الطويلة) يظهر لديهم تغير في النخاع العظمي خلال فترة من 1 – 3 سنة وعند البعض يظهر لديهم الإحساس بالتوتر والإنفعال الداخلي وعدم السيطرة الكاملة على تصرفاتهم ، إختلال في الانتباه والتركيز وضعف في الذاكرة وتظهر الشكاوي على عدم القدرة على النوم العميق والمريح والإعياء الشديد وتتوفر بيانات عن ظهور حالات جنون عند بعض الناس الذين تعرضوا لإشعاع ذو شدة تتعدى المستوى المسموح به لمدة خمس سنوات على الأقل.
دراسات أمريكية سويدية أثبتت فعلاً حقيقة ظهور أورام لدى الأطفال عند تعرضهم لإشعاع كهرومغناطيسي تردده 60هرتز لمدة ساعات متواصلة في اليوم ولعدة أيام وهذه المجالات تشع وبصورة طبيعية من شاشات التلفاز والكمبيوتر ، وفي أواخر التسعينات من القرن الماضي تم نشر 14بحث عن إمكانية تطور سرطان الثدي للمتعرضين للإشعاع في مجال الصناعة أو من الأجهزة الكهربية المنزلية وفي وارسو – بولندا أجريت دراسة عن احتمال تطور سرطان الغدد الليمفاوية والليوكيميا بنسبة 6.7 مرة وسرطان الحنجرة بنسبة 4.3 مرة للناس الدائمين التعرض للإشعاعات الكهرومغناطيسية.
أساليب الحماية من الإشعاعات الكهرومغناطيسية
1- اختيار نظام عمل الأجهزة المحدثة للإشعاعات بحيث لا يزيد مستوى الإشعاع منها عن الحد المسموح به.
2- تحديد مكان وزمان تواجد الناس في منطقة تأثير الإشعاع.
3- التعريف بمناطق الإشعاع ووضع مصادر الإشعاع خلف حواجز.
4- إنشاء مباني ذات تصميم خاص بعزل الإشعاعات.
5- وسائل الحماية الشخصية مثل النظارات والملابس الواقيةو.....الخ.
التوصيات :
1- شركات العالم تفاعلت مع الطلب على الأجهزة المنزلية ذات الإشعاع المحدود وغير الضار والمؤثر على صحة الإنسان ففي الولايات المتحدة كثير من الشركات أنتجت وسوقت هذه الأجهزة ابتداءً من المكواه الكهربائية وحتى جهاز الكمبيوتر وننصح باقي الشركات المنتجة لهذه الأجهزة الأخذ بهذه التقنية.
2- كما في معظم بلدان العالم المتحضر نوصي بإنشاء مركز وطني لدراسة الإشعاعات الناتجة عن المجالات الكهرومغناطيسية وابتكار الطرق للحد منها ومعالجة ما قد تسببه من آثار.
0 التعليقات